الثلاثاء، 3 يوليو 2012

كتبوا بسماويتهم في شاعر العراقية


كتبوا بسماويتهم في شاعر العراقية
عندما تجري العقارب كخيل مسومة خلف بعضها في حلبة دائرية الشكل وحين تقترب عقاربها من اعلان ساعة الصفر الشعري الساعة العاشرة من مساء كل يوم خميس فاني اجد نفسي وبشكل لا ارادي امام الشاشة الفضية فأتحول الى  اذن صاغية لكلمات الشعراء حين كتبوا ابياتا تعبر عن همومهم تارة وعن افراحهم 


تارة اخرى وبعضهم يسبح في بحور الغزل واخرون في بحور ظلمات وجحود الحبيب وكل ذلك تشاهده في برنامج " شاعر العراقية " من على العراقية الفضائية فبالرغم من كل الانتقادات التي وجهت لهذا البرنامج فبعضهم قال انه نسخة لبرامج من قنوات تلفزيونية اخرى والبعض الاخر قال بانه ضرورة لأدب لا يمكن تجاهله في الساحة العراقية الا اننا لدينا بعض الملاحظات .
 تتباين الآراء وتتعدد الرؤى ويبقى شاعر العراقية برنامج تشاهده العين العراقية وتطرب لكلمات قصائد الشعراء كل اذن عراقية وتتذوق صوره الجميلة كل ذائقة عراقية ,  وقد تميز الخميس الخاص بشعراء السماوة الشعبيين بان قال الشاعر حمزة الحلفي عنهم : " ان شعراء السماوة كتبوا بسماويتهم " ولعل تلك الكلمة لها مدلولات كثيرة وتفسر من عدة جوانب قد يكون يقصد لهجتهم التي تعبر عن انتمائهم او قد يقصد الصور الشعرية والتي تنبع من بيئة المواطن السماوي او قد يكون عنى بكلمته تلك مفرداتهم المستعملة في الشعر ولكنها بشكل او باخر تعتبر اشارة واشادة من قمة مثل الحلفي لشعراء السماوة المشاركين في هذا البرنامج .
مفردات الشعراء كانت جميلة جدا جعلتهم يطوفون في كعبة الهموم السماوية والصور الشعرية كانت بديعة وتدل على شاعريتهم وتمكنهم من ادوات الشعر الا انه هنالك بعض المفردات تكررت كثيرا ولا اعلم سبب ولوجها الى مخيلة الشعراء فمفردة " السيجارة " تكررت في اغلب القصائد فلو اجريت احصائية لوجدت اغلب القصائد تضمنت هذه المفردة ولا اعلم لماذا ؟
أيكون السبب ان السيجارة كانت لبعضهم رفيق الدرب الابداعي ؟! ام ان السيجارة ظاهرة منتشرة في السماوة اكثر من المحافظات الاخرة ؟! ام متنفس للهموم الشبابية ؟! ام هي كل ما تقدم
وقد احتوت بعض قصائد شعراء السماوة على ايماءات واستعارات وتضمين للمأساة الاولى وملحمة الدهر ملحمة الطف العظيم وقصة الخلود وهذا مؤشر على ان لبيئة السماوة ارتباط كبير بالقضية الحسينية ادت الى فرض نفسها حتى في نصوص الشعراء وهذا مؤشر جيد من عدة نواحي ولعل اولها الاستعانة بالرمز المثالي للإنسانية والشخصية الحقيقية التي جسدت اجمل معاني الايثار .
كما انه لابد من الاشارة الى ان بعض الشعراء افتقد الاحساس بالكلمة التي يكتبها او يلقيها فحاجته ملحة الى التعلم على طريقة الالقاء الشعري فهي ابلغ في ايصال المعنى وضرورة جد مهمة اذا رام الوصول الى مصاف الشعراء الكبار , والبعض الاخر بدا وكأنه على عجلة من امره رغم ان الوقت كان طويلاً وكل تلك الملاحظات هي لتقويم الاداء ولزيادة الابداع لا لشيء اخر .
اما من حصل على رضا اللجنة التحكيمية و التي تضم اجمل شعراء العراق وعلى رأسهم الشاعر الكبير - عريان سيد خلف - فهو الشاعر الشاب نجاح الجبوري فمبارك لك درع المحافظة الذي ستحمله لتتبارى في النهائي العراقي الكبير لشاعر العراقية قد اسعفتك ايها المبدع صورك الشعرية الجميلة وكذلك استعانتك بالأسطورة التاريخية واستثمارها في لوحة شعرية غاية في الرقة والدقة فهنيئا لك تلك الاستعارات الجميلة  , كما ان القاءك كان مميزاً ومتأنياً تجيد تحريك يديك بشكل معبر يساعدك كثيراً في ايصال المعنى , استخدمت بحر الرمل وهذا ايضا ميزك عن باقي زملائك واجدت الانتقال بين انواعه , نطالبك ايها المبدع بلحظات صفا مع نفسك تنجب لنا قصائد اكثر ابداعاً فنحن في كل المثنى ننتظر ابداعك في النهائي لأننا نطمح بان تحمل لقب شاعر العراقية لهذا العام .
لجريدة الحقيقة 

0 التعليقات :

إرسال تعليق