الأحد، 3 مارس 2013

بين تخت الرمل وفنجان العرافة يبنى العراق


بين تخت الرمل وفنجان العرافة يبنى العراق
علي حسين الجابري
يبدوا ان الحملة الإعلانية الكبرى التي بدأت يوم عيد المعلم الذي لم تذكره الحكومة الاتحادية ولا حتى الحكومات المحلية ووسائل الإعلام العراقية كما ينبغي , متناسين دور المعلم ومن علمهم ان يكتبوا الحرف الأول في حياتهم الطويلة - ان شاء الله –
في هذا اليوم أيضا بدأت الحملة الإعلانية لمرشحي المجلسين مجلس المحافظة والمجلس المحلي وقد أفاق الكل على لوحات كبيرة بعضها فوق أسطح المنازل والبعض الأخر عانق أعمدة الكهرباء حتى وان كانت خالية من  الوطنية .
وقد بدأ الكل بالنشاط والعمل كخلية نحل وأكاد اجزم بان هذا النشاط لو كان لبناء 


العراق لا صبح ينافس أبو ظبي في العمران … ما يهمني هنا إن الكل بدأ العمل وبدون كلل او ملل ومن بين هؤلاء شملت بركات الحملة الإعلانية والإعلامية قارئة الفنجان و فتاح الفال وضارب التخت.
 لم يكن كلامي محض خيال أو تخرصات أو اتهامات يمكن ان تكون من نسج خيالي الذي يقول عنه بعضهم واسع ويمكن أن يخلق عالم مغاير لعالم الواقع فقد سمعت في عالمي العجيب الذي يسمى بعالم الواقع وفي العملية  الانتخابية الحالية إن احد المرشحين الاكارم والذين كتبوا الشعارات بالخط العريض والبارز إن جنابه الكريم قدم بسيارات الفارهة إلى احد الأمكنة التي يكثر فيها متخلفي العقل وقليلي الأيمان والعقيدة إلى بيت فتاح الفال .
أنا للوهلة الأولى سألت نفسي هذا فلان الفلاني هل له بالشعر من علاقة... هل يريد أن يستوحي من هذا المكان قصيدة مثل التي قالها نزار قباني ليثري الساحة الشعرية بقصيدة اخرى تشبه قارئة الفنجان ولكن محتار فيما يسميها فهل يكون مثلاً " فتاحة الفال " أو "صاحبة المرآة " فاتصلت بأحد أصدقائي لم يخبرني انه على علاقة بقارئة الفنجان وفيض كلماتها لكنه له علاقة بأحد أبياتها الذي يقول فيه القباني :
وسترجع يوماً يا ولدي
مهزوماً مكسور الوجدان
وستعرف بعد رحيل العمر
بأنك كنت تطارد خيط دخان
ولكن الحقيقة تجلت عن إن صاحب الإعلان الفخم والسيارة الفارهة سألها  عن إمكانية فوزه بالانتخابات ويبدو انه وعد ( فتاحة الفال) أن يعين أخوها سائق إن فاز بأحد الكراسي التي تدور بمجرد ان تمس قدمك الأرض كما انه قال : لو فزت بالانتخابات كما وعديني سيكون لك عندي حضوه كبيرة .
إن تحليلي السيئ وظني غير الجميل بالناس يوحي لي ان هذا الشخص اللطيف لو فاز في الانتخابات سيجعل لـ ( قارئة الفنجان ) غرفة بجوار قاعة المجلس ليعرض عليها المشاريع الإستراتيجية التي تخص المحافظة في حركة الأعمار التي سوف يقوم بها وسيسألها كل مرة : هل هذا المشروع سيرى النور ؟ فان قالت نعم ... يوافق هو وكتلته الموقرة , وان قالت لا فلا يوافق على المشروع وان كانت به مصائر العباد وحينها سيكون هنالك نسبة مئوية معينة لفتاحة الفال تسمى نسبة ( الفنجان)  لأنها صاحبة مكتب استشاري له فروع في المملكة المتحدة وأمريكا وفرنسا وهذا العمل سبقتنا به العديد من الدول المتقدمة وقد اثبت صحته ودوره في تقدم عملية البناء .
نشرت في العراق اليوم العدد 1834 يوم الاحد 3/3/2013


1 التعليقات :

غير معرف يقول...

السلام عليكم

موضوعك واقعي وفي محله سلمت يمناك بتناولك عن ما صار به يحدد مصير الشعب والمواطن المتعب بالبحث عن لقمة العيش وما هذا صادر الا عن فشل من لجئ لهذه القارئه التي لو صدقت لاستطاعت ان تساعد نفسها وأخاها اصحاب الحظ العاثر بوقت هم به يصلحون حظوظ الاخرين بدجلهم ......
وفقكم الله استاذ .
لبنان

إرسال تعليق