الجمعة، 24 يونيو 2011

من وحي حديث المنزلة


حديث المنزلة هو ذلك الحديث النبوي الشريف الذي تحدث النبي  -صلى الله  عليه واله - فيه عن منزلة الإمام علي عليه السلام  وبين من خلاله موقعه و شأنه  ليس منه فقط بل من الله بالدرجة الأولى حيث قال ((أنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي))ومما لايخفى على كل مسلم صحة سند الحديث أعلاه وشهرته وقد ورد بطرق كثيرة وكلها صحيحة ومتفق عليها ولعلي اذكر سند على سبيل المثال لا الحصر ولكي لا يقول احد ممن تعودوا التشكيك في كل شي والتدليس على المسلمين فالكل متفق على الحديث هو صحيح ويمكن القول بأنه صادر من لسان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بسبة صحة كبيرة تجعل المتكلم موقن بأنه من رسول الله صلوات ربي عليه واله , ويمكن مناقشة محتواه ودلالته وقد ورد هذا الحديث في أكثر من موضع ومناسبة ليدلل به رسول الله صلوات ربي عليه وليعطينا إشارة على إن هذا الكلام لعلي مطلق غير محدد بمناسبة معينة لكي يجيب على من يقول انه فقد في غزوة تبوك حينما خلفه على المدينة يعني استمرارية قوله من قبل النبي في اكثر من مورد هي التي تجعل للحديث حجة على من يسمعه ربما يقول احدهم اين وجدت ذلك انه ورد في مناسبة واحدة نعطيه الدليل لانه من حقه ان يعرف الدليل

ـ من موارده زيارة أم سليم. 2 ـ قضية بنت حمزة.3 ـ اتكاؤه على علي. 4 ـ المؤاخاة الأولى.5 ـ المؤاخات الثانية. 6 ـ سد الأبواب

وانقل لك سند احداها فاختار منها اتكاء الرسول على علي عليهما صلوات ربي وسلامه والهما فقد ورد في كنز العمال: 15/108 ح307 ط2. وكذلك نعطيك سند في مناسبة يوم المأخاة الثانية  تجده في تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 23، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/107 ح148 و150 ط1، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 56 و57 ط اسلامبول وص63 و64 ط الحيدرية، كنز العمال: 6/290 ح5972 ط1 و: 15/92 ح260 ط2، الغدير للأميني: 3/115، فرائد السمطين: 1/115 و121.

ان كثرة ورود حديث المنزلة تدل على انه لم يكن خاص بمناسبة واحدة اضف الى ذلك امرا اخر هو ان النبي كل مرة يخلف فيها احدا على المدينة المنورة عندما يخرج للقتال لم يقل لاي احد من الذين خلفهم انتم مني بمنزلة هارون من موسى فلماذا برايك انفرد بها لعلي فقط ؟! ثم نعقد الامر على مناقشة الحديث من حيث اعطاء المنزلة والمرتبة التي تكلم عنها النبي صلوات ربي عليه واله فهو تحدث بصيغة الاستغراق يعني انه اعطى كل شيء وطابق كل شيء بين الشبيهين هارون وعلي على جانب وهو وموسى عليهما السلام من جانب اخر ولكي لايكون الوصف والتشبيه في كل شيء جاء هنا الاستثناء ليؤكد به النبي التطابق بكل شيء بين الشبيهين الا في واحدة وهي انه لانبي بعد محمد صلوات ربي عليه واله ليقول الحديث علي مني ووزيري ووصي وخليفتي بعدي الا في النبوة فانا خاتم الانبياء ولا يستشكل احد على جملة مني ووزيري التي سبقت من كلامي ولنما هي لتوضيح حال الحديث وما يتبادر الى ذهن المتبصر والممعن في النص رغم ورود هكذا حديث عن النبي صلوات ربي عليه بأنه قال علي مني وأنا منه  ان إيجاد التشابه في المراتب بحسب ما يتبادر الى الذهن للوهلة الأولى لا على سبيل التدقيق فلو دققنا لاحتجنا إلى صفحات وصفحات في دراسة من هو هارون وكيف كان وكيف هو بالنسبة لاخيه ثم ماذا لاقى بعد اخيه وكيف وما هي العلاقة وما هو وجه الشبه وغيرها من الفقرات التي يمكن ان تشكل مباحث طويلة وعريضة يقول فيها المقام الا اننا نقول على بساطة التفكير بان بين هارون وصي واخ النبي موسى عليه السلام والإمام علي عليه السلام وجوه من الشبه من حيث  مرتبة كليهما بالنسبة للنبي-  إلا في النبوة – فكلاهما ممكن شد به أزر الأنبياء  وكلاهما هما عانيا من إجحاف الأمة بعد غياب النبي  إلا إن هارون رجع أخيه ولكن علي اخيه توفاه الله ليبقى هو كما وصف حاله في الخطبة الشقشقية بين أن يصول بيد جذاء او يصبر على طخية عمياء . والحمد لله رب العالمين.

0 التعليقات :

إرسال تعليق