الأربعاء، 6 يناير 2021

سلة - قصة قصيرة

 سلة - قصة قصيرة -

علي حسين الجابري

خرجت تحمل سلة مثقلة بكمية هواء تشغل حيزاً وافراً من تفكيرها المستمر


 بكل ما يحيط بها , تتثاقل اقدامها كلما اقتربت من بائع الخضار , 

الوان الفواكه والخضار منحت عينيها لمعان وبريق يحاكي قصص 

وروايات تشابه المأساة , ابتاعت رطلين من الطماطم , القت بأصابعها في بئر ( الجزلان) 

اصابعها المرتعشة تبحث عن اي امل بإيجاد ورقة نقدية , تنهش اروقة الجزلان , تبحث بارتعاش والخجل يكاد يرفع ضغط الدم في عروقها الى اقصاه , تجدد البحث مرة اخرى ... " يا رب اي شيء قبل ان ينتبه حتى اسد رمق خمسة اطفال " , البائع منتبه ويتابع بصمت دون ان يشعرها انه انتبه ثم بادر قائلاً :

اختي يبدو انك نسيتِ عندي مبلغ من المال في المرة السابقة وقد شغلتني زحمة الحياة عن رده اليك وطرق باب بيتكم لكنك اليوم هنا وهذا وقت استرجاع مالك فخذي ما تريدين او تستردي مالك نقداً .

هي : كيف ؟1 , انا ؟1

البقال : خذي المبلغ ان شئت او اشتري فواكه وخضر وسنرى كم تبقى من المال .

ثم بادر بحركته السريعة بجمع الفواكه والخضار خانقاً افواه الاكياس التي ضاقت بما في داخلها ثم ناولها ورقة نقدية قال لها " هذا المتبقي وانا أسف جداً لتأخري عليك فهلا تقبلت اعتذاري لتأخري عليك ؟

تحاول ان تخفي ملامحها عنه متسترة بعباءتها العراقية  , تظهر له عين واحدة , تشكره بلغة الدموع والخجل , تحمل رزق ايتامها  ولا شعورياً تسير الى الدار لتهرع الى صورة الشهيد باسطة كفيها بقراءة الفاتحة لأنها لا تريد لوم احد على القدر .

6-1-2021

0 التعليقات :

إرسال تعليق