السبت، 8 أغسطس 2020

قراءة في أجنحة اياد خضير البيضاء

 

قراءة  في أجنحة اياد خضير البيضاء

علي حسين الجابري

رواية بعنوان الاجنحة البيضاء للكاتب أياد خضير  تمثل الحياة الواقعية

 لأعوام ما بعد اسقاط النظام الديكتاتوري في العراق كانت بيضاء 

وجميلة كما هو اسمها تنقلك الى اجواء الالفة والحب بين العراقيين

 وكيف ان هذا المجتمع متماسك ويعيش حالة من الاندماج الذاتي

 بالفطرة دون التفكير في العرق والدين والمذهب , يتناول قصة رجل 

من الناصرية عاش لفترة معينة في العاصمة واحب فتاة من الديانة المسيحية ولديه اصدقاء مسلمين من غير مذهبة ثم يعود ( احمد عامر) بطل القصة بعد سنوات ليست بقليلة الى بغداد والى محل السكن القديم ليجد كل شيء اصيب بالشيخوخة الا قلبه الفتي وحبه الذي لازال ينبض .في المقطع الثاني من الرواية يحاول الاديب ان يعكس لنا روح الالفة بين المذاهب عبر خلق شخصية من الشخصيات المحورية في الروية وربطها بأيقونة عراقية مائزة وهي الشهيد ( عثمان العبيدي ) محاولا في هذه الجزئية رفد الذوق العراقي والقارئ العراقي بهذا الخلق والاحساس الوطني الذي يحتاجه المجتمع , كذلك يحاول توثيق حادثة جسر الائمة التي اصابة المجتمع العراقي وكانت صدمة من شأنها توحيد الصفوف من اجل الوطن, وهو يحاول في كل مرة ان يظهر العراق واحد موحد وهذا شعور نبيل من الكاتب .

في المقطع الخامس اعطانا وصف دقيق لأحوال بغداد في عام 2006 حيث الحروف الطائفية والاقتتال والاحتقان الطائفيان على اشده وهذا نقل وتوثيق لما جرى عبر شخصيات الرواية التي عاشت هذه الفترة ويعيشها القارئ كذلك وسط عبرات وصفية وتعبيرية دقيقة ,كذلك هو يعقد مقارنات بين احياء وشوارع بغداد ايام شبابه في سبعينيات القرن الماضي وبين واقعها الان عبر ذاكرة " احمد عامر" متناولا كيف كانت تنعم بالسكينة والهدوء والنظافة والرتابة المعتادة من حاضرة العالم .

استعرض لنا الكاتب في المقطع السابع ثقافة الشاب العراقي المتخم بالمطالعات والذي يعشق الغوص في بطون الكتب ليخرج لنا شخصية" طارق " الذي يتكلم بالاقتباسات , عكس من خلال شخصية طارق ثقافته الشخصية ومعلوماته حاول جاهدا ان يخلق نص مفعم بالحيوية الفكرية متخم من جانب اخر بالعبارات الفخمة للمفكرين والفلاسفة .

كما اوضح لنا من وجهة نظره الفرق بين الفنان والاديب وكلاهما قطبان مهمان في ثقافة المجتمع في النص الثامن من الرواية وانه بفضل الذي يجمع بين الفن والادب ليكون مثقف جمع لكل الشرائط .

النص الروائي جميل جدا,  لكن هنالك ملاحظات مهمة على النص لعلها من وجهة نظري , اذكر منها ان الكاتب أكثر بشكل غير مبرر الاسم الكامل لصاحب الشخصية الرئيسة في الرواية تحت اسم "احمد عامر " كان الافضل ان يقول مرة واحدة  احمد عامر وبعدها يكمل بـ ( احمد)  فقط لان الرواية ليس فيها احمد غيره .

تفتقر الرواية الى التدقيق الاملائي لان كمية الاخطاء لا تغتفر وهي جوهرية فالكاتب لا يفرق بين (ظ و ض) يخطأ بين ظل و ضل وكلاهما يا سيدي مختلف الاملاء والدلالة , وقد تكرر اكثر من مرة هذا الخطأ في مختلف النصوص في الرواية

كما هنالك مفارقة عجيبة في النص فـ (احمد) حين عاد سأل حبيبته : هل تزوجتي ؟ والاستفهام طلب العلم بشيء لم يكن معلوما لدى السائل , صدمت حين وصلت منتصف الرواية واذ به يقص علي انه حضر يوم عقد قرانها على احد اقربائها !!! اذن يجب ان تغير صيغة السؤال الاول او تسألها عن زواجها وحينها يمكن ان تجيبك بما حصل , للوهلة الاولى ظننت انه فارقها عامدا ومبادرا للفراق باعتبار انه ل يعرف احوالها الاجتماعية وبادر بالسؤال عنها .

نهاية الرواية كانت مؤلمة ككل الروايات بزمن الحروب والفوضى وهي تمر بجثمان "احمد عامر"  معفر بدماء الوطن على اثر تفجير ارهابي

الاديب اياد خضير... جميل ما كتبت وجميل جدا ما قدمت تمنياتي لجنابكم التوفيق واتمنى ان ارى منجزا ادبيا اخر لكم .

ملاحظة:  الرواية صادرة عن الزاوية للطباعة في بغداد عام 2011الطبعة الاولى

 

 

 

 

 

0 التعليقات :

إرسال تعليق