الجمعة، 22 مارس 2019

طيـــــــــــــــــف


#طيف
علي حسين الجابري
كوليد يبحث عن ثدي أمه..  لتروي عطشهُ وشغفهُ...  افاقَ وليد من نومه العميق يبحث ويعبث في أوراقه القديمة المتهرئة .. بين دواليب غرفته التي عاشت معه أيام عمره الثلاثيني , كمجنون فر بين زحام الناس في الأسواق...  يبعثرها هنا وهناك وهو يقول هي هنا ... لا بل هناك ... بل هنا وهنا يمزقها  ويرميها ,  يبعثرها , يجمعها يفتش بجنون عن سر مكنون , لا يعرف حتى هو ماذا يريد , وعن ماذا يفتش ...


 يا ويلي من أين تخرجين والى أين تفرين مني في كل مرة وماذا تريدين ااااااااااه  أكاد اجن كما جننت أول مرة , حين رأيت فيها عينينك منذ عشرين ربيعاً قد خلت , حين كنت بزهرة العمر وأيام الشباب , وقتها كنت أناديك بكل نسمة تداعك رئتاي .. " تعالى واسقطي مطراً على عطشي وصحرائي"  .. لم تكترثي حينها لندائي أينكِ يا أنتِ .. ولماذا كل هذا ؟ ! ماذا تريدين مني في كل مرة تأتين إلي في طيف وردي يجنني يرجعني إلى مراهقتي التي قضيتها وأنا ابحث في عينيك عن وطن يجمعنا عن حب يضمد كل جراحات السنين الماضية,  عن ملاذ آمن اخبأ فيه كل أمنياتي إلى حين تحقيقها .
واليوم وكل يوم تأتين إلي أو لأكون جدي,  يأتي طيفك يحمل معه كل ما فات مني لأرى كفك المتشح بدماء حبنا حين ذبحتيه وليداً من الوليد الى الوريد .
يا هاجرتي لا ترقصي بأحلامي عبثاً حافية القدمين,  لتريني في كل ليلة , كيف يمكن لدماء القلب ان تصبح حناء تزين أقدامك وكفوف يدك يا أنا .. يا كلي...  يامن ملكتيني في حين ضعف و اخذتيني على غرة ,  اتركيني أعيش بسلام واسحبي طيفك الذي يهاجمني كلما تماثلت أقطاب قلبي للشفاء .
فرت من عينه المتجمدة لهفة  دمعة ,  لم يحسن الإمساك بها  , ولم تفلح أصابع يده اعتراضها  لتجد طريقها إلى فمه , طعم مرارة هذا؟!! ,  ام ان حواسي  دخلت يبعضها ! , أي نعم  أنها مرارة حب قديم  وطيف وفراق وهجران وحلم ذبح على أعتاب السنوات كفأااااااااك ,  أرجوكِ اتركيني لنفسي ,  فقد مللت الوقوف بساحة الذكرى و فاتتني كل قطارات العمر فمحطتي مقفرة وأحلامي لا تتعدى وجودك فيها وفي كل مرة أمزق كل أوراق ذكرياتي وأنا اصرخ كفى .
 دعيني لنفسي دعيني احرق كل رسائل شوقي إليكِ  كما أحرقتها منذ سنوات  مرة,  فوق سطح داري في جوف ليل أحزاني وأنا ارثي نفسي حينها دعيني والتمسي قلب آخر تعذبيه فقد شُفيتي و ارتويتي من قلبي الوله والمعذب بهجرانك .
سأخرج من صومعتي لحياتي التي رسمتها انتِ لي منذ ان قررتي قتلي بسيف كذبك وهجرك لي,  نعم سأخرج لأعيش بأحسن ما يعيشه شاب جرب النار المستعرة مثلي ,  ولكن لي رجاء عندك فلا تردي علي رجائي هذه المرة,  اتركيني ولا تأتي على أعتاب أحلامي طيفاً يمزق أغشية قلبي ويثر جنوني كما تفعلين كل مرة  .
يترك كل شيء كما هو لتنتهي نوبة الجنون والعشق القديم , ويعانق الوسادة يعصرها كغريق يمسك حبل نجاة وكانها طوف يحمله الى الضفة الاخرى من العالم ,  وهو يعيد "  لك منازل في القلب يا مناز.......
الى طيف اخر .
ربيع عام 2019


0 التعليقات :

إرسال تعليق