الخميس، 26 يناير 2012

كونوا احرار في دنياكم

حين تتصفح تاريخ البشرية تجد الكثير من القادة والمفكرين والعلماء والصالحين ولكن لا يمكن ان تعقد مقارنة وان كانت مع الفارق بين كل هؤلاء وبين شخص واحد , هو كان والاخر لحظات حياته وترا لم يشفع  ...  وأبيا لغير الله لم يركع ...

خرج من داره وهو ينادي ابناء عمومته بنداء لن تجد مثيله  قال " الا من لحق بي منكم  استشهد ومن لم يلحق لم يدرك الفتح " ولعل من يتابع بعين المتدبر اليوم الى افواج الناس وهذا السيل العرم من الزائرين القاصدين كعبة الايثار  في كربلاء يدرك معنى من معانِ الفتح المشار اليه بكلامه سلام الله عليه .


ابو الاحرار -  كنيته التي نالها وبجداره واستحقاق ومن غيره يا ترى يكون ابا للأحرار في العالم هو كان لآخر انفاسه الطاهرة يمنح البشرية دروساً في  الحرية المحضة ولعل الشاهد على ذلك حين تعرض اوباش بنو امية الى خيمه صاح فيهم قائلا " انا الذي اقاتلكم وتقاتلونني والنساء ليس عليهن جناح .... فان لم يكن لكم دين وكنتم لا تخشون المعاد فكونوا احرارا في دنياكم " لله درك يا سيدي وانت ترسم هذه اللوحات التي تفوح منها عطر الحرية وغيرة الاحرار وهي رسالة شملت كل البشرية حينما رمى بها الامام الى اقصى ما يصل بالبشر من تجاوز وعدم اعتراف بالعبودية لله  وذلك حينما قال " ان لم يكن لكم دين  " واضاف اليها  ليؤكد المعنى " وكنتم لا تخشون المعاد " فان كنتم بهذا المستوى من الانحطاط والبعد عن الله ورسله وانبيائه فكونوا احرار في هذه الدنيا ولا تكونوا عبيد لشهواتكم والملذات والنزوات واكبحوا جماح حبكم للسلطة والمال والشهوات الباقية لتنالوا كرامة الانسانية .


اين من ينتمي لامتي ؟ , ثم اين من ينتمي لتاريخي الزاخر بمعاني الحرية والاباء ؟  أين اخي وشقيقي ؟ لماذا ياترى التمسك بشخصية هنا اوهناك ؟ لما نتشبث بمن لا جذر له ولا قرار ؟ لما تحاول ان تنسى او تتناسى ما القته في قلبنا الفطرة السليمة " فطرة الله التي فطر عليها الناس " ؟ ويا ليتني اجد جواب لكل هذه التساؤلات .


ام يا تراك تروم ان تنسلخ من امتك فتجدني اقول لك ان الحسين - عليه السلام - لم يكن للمسلمين ولا للعرب ولا لغيرهم , هو كان لكل البشرية فهو خرج بابي هو وامي ليأمر بالمعروف ولينهى عن الفحشاء والمنكر وهذا مطلب عام لكل البشرية وان كنت تنتمي لامة قائدها الحسين – عليه السلام - فما تسمي ولائك لأناس لا ترتقي لان تصل الى شسع نعل قنبر خادم الحسين ولعله عليه السلام يمدك بسفر من نوره  حينما تعيد النظر بمقولته التي اطلقها حينما طلب من البيعة لأمير الفاسقين فأجابهم سيدي بقوله  " ويزيد فاسق فاجر شارب للخمر ... ومثلي لا يبايع مثله "  فأي المثلين انت ؟ فلتقرر بنفسك وكفى بنفسك اليوم عليك حسيباَ ففي طريق الحرية والحقيقة لاوجود للون الرمادي بل هناك مع وضد فقط لا غير .

نشرت في السماوة اليوم العدد 18


 


 


 


 

0 التعليقات :

إرسال تعليق