أجراس الخطر دقت في مدينتي
من البديهي إن لكل شيء بداية , ولكل بداية مؤشرات تدل عليها, وكل شيء في الحياة خاضع لهذه القاعدة , وفي الفترة الأخيرة كانت هنالك مؤشرات خطيرة في المثنى والمحافظات المجاورة وهذا ما أعلن ولكني على يقين بان ما خفي كان أعظم واشد مرارة .
حينما تسمع من هنا وهناك بان شاب في مقتبل عمره قام بقتل والده فينبغي لك ان ترسم في ذهنك علامتي تعجب واستفهام , وعندما تتكرر العملية ذاتها في محافظة مجاورة بعد اقل من شهر فانك بلا شك ترسم في ذهنك مع سماع الخبر علامتي تعجب واستفهام كذلك , وربما تحاول أن تكون تقليديا وتقول لأصحابك حينما تتناقلون الخبر إن العيب في الزمان ...
ويأتي بعد الحدثين الأول والثاني حدث ثالث مساوِ لسابقيه وهو أن يقوم مجموعة من الشباب المراهقين بخطف وانتهاك شرف وقتل شاب بعمرهم هنا ينبغي أن تفيق وتكف عن رسم العلامات وإشارات التعجب ولتبحث عن السبب الذي أدى لهذه النتيجة البشعة في مجتمع ذي طابع عشائري ومسالم هنالك خلل في المنظومة التربوية أدت إلى هذا الشرخ الكبير والى هذه النتيجة التي لا يمكن أن يقبلها العقل في مجتمع محافظ كمجتمعنا ولعلك هنا ترجح مجموعة من الأسباب كما رجحتها أنا بتقديري القاصر فقد وضعت في أولها المنظومة التعليمية والتي كانت سابقاً تسمى بالمنظومة التربوية والتعليمية فغياب الهدف الأول للتعليم وهو التربية لعله من أقوى الأسباب ومن أهمها فالتعليم اليوم قاصرا على عمليات الرياضيات وإلقاء المحاضرات وهذا ما يؤسف حقا بل أصبح المعلم اليوم يخشى بطش وطيش الطالب بل يخشى حتى لكماته التي قد تكون قوية لو واجهت وجه الأستاذ , فالجرأة على المعلم أصبحت مشهورة وبات الأمر معتاد عليه وهذا ما يدمي القلب .
كذلك دور العائلة في صقل وتنشئة الجيل الذي يؤمن بمبدأ الاحترام وتقديس الروابط الأسرية ولعل جملة من العوامل الاقتصادية وغيرها أدت على انحصار الأبوة ودورها على جلب الرغيف للعائلة وكان هذا الهم الأكبر وبالتالي أصبح الأب عبارة عن ماكينة تجلب الخبز فقط وما قيمة الطعام دون تربية وإرشاد أين نحن من تعاليم رسول الله وأهل بيته الم يعلمونا كل شيء وتكلموا عن كل شيء ان غياب دور العائلة أدى إلى التجرؤ على العائلة نفسها وهذا ما حدث في الحالتين الأولى والثانية كذلك غياب دور الرقابة والمتابعة من قبل العائلة أدى الى حدوث الحدث الثالث .
نحتاج هنا إلى دراسة عميقة لهذا الحدث المهم للوقوف على الأسباب والمسببات ومحاولة المعالجة وهي لا تتعدى تسخير وتفعيل المؤسسة التربوية بالشكل الأمثل وكذلك الاهتمام العائلي بالتنشئة والتربية كذلك تسخير القانون لضمان عدم تكرار ما حصل والقضاء على التجمعات المشبوهة والتي تكون حاويات لمثل هذه الأفعال وأصحابها واستحداث أجهزة تقوم على متابعة هذه المجموعات للقضاء عليها او مكافحتها إن توجب الأمر كذلك تفعيل الدور الإرشادي للمؤسسة الدينية فلدينا موسم او موسمين في السنة تشنف فيه الأسماع نحو الخطيب المتكلم وتسمع الكلمات النورانية في البيت والشارع فعلينا التركيز على البناء الأخلاقي والمطالبة ببناء المورد البشري أكثر من أي جانب أخر فلا قيمة لحياة مرفهة بدون أخلاق وقيم وإنسانية حقه وهذا كله لكي لا تكون هذه الجرائم هي نقطة لعصر تغيب فيه الأخلاق وتنهار فيه الروابط المجتمعية التي حافظة عليها امة الإسلام لقرون .
2 التعليقات :
ياسيدي ادعوك لقراءة ملف القضايا من جديد وارجو لك التوفيق واحب ان اشير اننا نخطو بسرعة البرق بل نتراجع اى الامام والسلام
ألسَلآم عَليكُم
آخي ألاعلامي الكريم ألآستاذ علي ...
أول رَكيزه ناقشتها هي غياب العلم عن المنظومه التربويه ..!!!
وهي آخطر من ألجهل ألذي يعني أنعدام العلم بُتنا نُلآحظ غياب التربويات بشكل ملحوظ لايعني ان التربيه هي التعليم..!!
وانما التعليم جزء من التربيه ...
فالعلم موجود وآيضآ بنفس الوقت مفقود ..!!
يفقد القيم والاخلاقيات والموعظه والارشاد
هذا بالنسبه لفقدان الوازع الديني في الشارع
بات كلآ منا يقول لآدخل لي بأخي ..!!
وأغلبية ألاهالي يفقدون الاسلوب السليم في التربيه ..؟
نحن في عصر ألتقدم ...
لكن للاسف اصبح الرجعيهوالتخلف من ناحية الدين والالتزام لاالتقدم..!!
المثنى كانت مضرب الامثال بالسلم والامان والالتزام بالتقاليد
لكن اصبحت اليوم في محل تناقضات كثيره وتزاحمات مُربكه
لانجد من الجيل الجديد الا التخبط والضياع تحت قياده غير كفوءه تقودهم الى الطريق الصحيح ..
فأساس هذه الفوضى هم الاهل وغياب التعليم والارشاد الصحيح
فالمفروض ان يكون في كل مدرسه واعظ اجتماعي ومُرشد
والسبب الاخير والمهم هو تسليم فلقة اكبادهم
الى تربية الشارع والاعلام الجدآ سيْ أصبحت المهمه صعبه ومُربكه بنفس الوقت نرجوى من أولياء ألآمور ألانتباه..
فكلكم مسؤل وكل راع مسؤل عن رعيته ..!!
إرسال تعليق