نفس شائنة – قصة قصيرة -
علي حسين الجابري
تسعى ما بين الأزهار تحمل عطرا وعبق مع إطلالة ضوء النهار يهتز لها غصن
الورد تتعمد الطيران تراجعا الى الخلف حين تقفل من محل مملكتها حين تلاقي ملكتها
تجمع ما هو شفاء للناس .
هو يقول بانه كالنحل يتنقل من زهرة لاخرى يشم عطر ألاف الأزهار لا يلبث إلا
فترة وجيزة بمقدار ما يرتشف انتشالا من
رحيقها ويهرب كما لو انه يفر من قسورة .
لا يعمل الا تاجر هوى يبيع الكلمات المعسولة ويتاجر بقصائد الحب التي
يكتبها غيره يتغزل فيها بعيون ورموش ومفاتن , يهمل كل الكوابيس التي تزوره
باستمرار في منامه ... صرخات أنثى لا يرى وجهها اليوم ... وبكاء فتاة بالأمس تجلس اخر الشارع الذي يتجول فيه وحيدا في
ليل دامس غاب فيه حتى ضوء النجوم وصوت عواء الكلاب ونباحها من كل صوب ... ومرة
اخرى تزوره في منامه نفس الفتاة التي تنثر شعرها وقد صنعت من أظافرها الطويلة رماح
عربية في عصر كانت العرب فيه فرسان الوغى وأبطال الهيجاء تبحث عنه تصرخ باسمه وهو
يجري بكل ما أوتي من سرعة هاربا منها .
يفيق من كوابيسه غير مكترث لها بل يعيد تنظيم اوراق مؤامراته من جديد لغزو
نزوي اخر , وقد حان وقد الصيد فتجمل كما يكون العريس في ليلته يضع عطورا ويلبس اخر
صرخات او صيحات الموضة ليجلب صيحات وصرخات أخرى لدفتر ذكرياته الذي يخفيه تحت
سريره لم يذكر فيه فضيلة ولا في كلمة او نصف سطر ولا حتى اسم الله .
يتبختر او يمشي كالمختال الفخور وعيناه تفترس الناس وتتفرس يجد ضالته
يتبعها , هي كانت في العشرين عيناها سبحان المعبود ... فمها مرسوم كالعنقود
تمشي على استحياء لا تكاد ترفع طرفها , لم يجرب افتراس هذا النوع ازداد
عناده ورغبته بدأت تظهر على وجهه ابتسامة صفراء كالتي نشاهدها على وجوه السياسيين أمام
عدسات وكالات الإنباء .
يقترب منها .... ممكن سؤال ؟
الهرب كان جوابها ورجلاها يسرعان كضبيه تهرب ... قفي فقط سؤال ؟
هي : من انت ؟ ماذا تريد ؟ لماذا تتبعني ؟
هو : لا اعرف ماذا أريد فعيناك سحر من عالم اخر سؤالي هو : هل أنت من الحور
التي يعد بها رب العالمين ؟ ام تراك من عالم اخر ؟
هي : أتعلم انك حين كنت تتبعني أحسست بشيء غريب حين علمت بأنك تتبعني يخالجني شعور ما نحوك أكاد أشم عطرك
من بعد مسافة .
هو : جيد إذن قلبي يرسل ذبذبات العشق من اول لحظة ونظرة بانتظام وقلبك
يستلم بأفضل صورة وهذا فأل حسن وبدأ ينشر شباكه وينسج خيوط ألاعيبه .
هي: لا ليس هذا مقصدي يامن اجل لغتك ... بل اني كان لدي شعور اخر ... إحساس
اخر ... حتى اني أحسست باني شممت رائحة غريبة لم يتعرف اليها انفي طيلة عمري .
هو متباهيا : نعم عطري من نوع فاخر .
هي : لا بل اقصد اني شممت عطر روحك وذلك جلي لي الان وها هو يملئ الدنيا من
حولي انه عطر نفسك وروحك ... أي انه عطر روحك قد تأكدت الان روحك شائنة وهي مصدر
هذه الرائحة التي تزكم انفي انا اجزم انه عطر روحك من عالم الماوراء لي قدرة على
استنشاقه وانت على مسافة مني ...ما هذا يا الهي هل انت من عالم الجحيم ؟ او شيطان
رجيم ؟ اني اعوذ بالرحمن منك واعلم بانك لست تقيا .
لم يرد استفهاماتها الى جريه السريع حتى كان يتعثر هاربا منها مخلفا خفقات سريعة لقلبها وذكرى تتكفل الايام
بنسيانها الى الابد .
1 التعليقات :
عافاك الله يا استاذ علي كما عودتنا دائما على ان نتلقى كل يوم قصة اروع من التي قبلها سلمك الله ودام فكرك النير وقلمك المبدع ......
ملكوت
إرسال تعليق